حبيبتي سابقاً

حَبيبَتي سابِقا ً

في مُجَمَّعِ التَّحرير
أبصَرتُ امرَأَةً تُشبِهُها
تُقَدِّمُ أوراقَها لِلهِجرَة
فَرَقَصَت في عَيني الذِّكرَي
وَرَصَدَ القَلبُ تَحَرُّكَها
وَكَتَبَ عَنها تَقرير
فَلَو أنَّ بِلادي تَعرِفُها
كَما أعرِفُها وَأذكُرُها
لاتَّهَمَتها بِالتَّزوير
فَالقَمَرُ مَحَلُّ إقامَتِها
وَنُجومُ الليلِ وِسادتها
وَتَطولُ الشَّمس بِقامَتِها
وَعُيونُها مَنطِقَةٌ مَحظورَة
مَمنوعٌ فيها التَّصوير

حَبيبَتي سابِقاً
مَفقودٌ مَن يَتبَعُ نَظرَتُها
وَيَظنُّ فيها بَرائَتَها
فَليسَ الدَّمعُ وَسيلَتَها
وفيها تَكمُنُ خُطورَتُها
إنْ أحْسَنَتِ التَّعبير

تُقبِل فَتُقَبِّلُ الأرضَ قَدَمَيها
وَتُفَجِّرُ يَنبوعَ التَّزهير

وَتُضِئُ شُموعَ أُنوثَتِها
وَتُبَدِّلُ أشواكَ الوردِ حَرير

وَ تَعزِفُ لَحنَ بِخَطوتِها
فَتُحاكي أبطالَ الأساطير

حَبيبَتي سابِقاً
ضَفائِرُها عُنقودٌ مَغزول
مِن باقةِ جمرٍ وَ بُرودةِ أمشير
فهي قِصَّةُ أحزانٍ
تَرويها دُموعُ النِّسيان
بَينَ شَهيقٍ وَزَفير
وَأَسيرُ شِباكِ مَحَبَّتِها
مَفتونٌ مَنزوعٌ مِنهُ التَّفكير
وَهَواها هَلاكٌ
مِن نَوعٍ مَكنون
يَصعُبُ فيهِ التَّفسير
حَبيبَتي سابِقاً
مَن نَسَبَ الجَمالَ
لِلقَمَرِ وَلَم يَراها
مُتَّهَمٌ بِالتَّقصير

أمجد حسني رياض